منتدى همسات الحب
منتدى همسات الحب
منتدى همسات الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى همسات الحب

♥ ♥ ♥ للعشاق والرومانسية وآهات المحبين ♥ ♥ ♥
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
يا ضيفنا الكريم سلام الله عليك ,, نعلم جميعاً ان المنتدى مكان لتبادل المنفعة ولكي نفيد ونستفيد .. من فضلك ساهم بقدر المستطاع واجعل دورك فعال بالمنتدى على الأقل قم بشكر الشخص الذي إستفدت من موضوعه .. فنحن نعمل جميعاً على نشر الفائدة وتبادل معلوماتنا وتجاربنا فشارك في هذا العمل ولا تكتفي بالمشاهدة فقط .. زائرنا الكريم .. قبل التسجيل تذكر الآن أنت زائر وبعدها إن راق لك منتدانا ستسجل فيه لذلك أختر معرفا أي ( إسما عربياً ومفهوماً ) يدل على ذوقك وشخصيتك التي من خلالها ستشارك بها معنا .. لذلك منتدى همسات الحب لايقبل التسجيل إلا بحروف عربية وإسم لائق يدل على التفاؤل وأبتعد عن اختيار الاسماء التي تحبط والاسماء الغير مفهومة أو الارقام أو تشكيل كلمات مبهمة
مرحبا يا روائع المقالات الأدبية !! 060111020601hjn4r686 زائر روائع المقالات الأدبية !! 060111020601hjn4r686 نحن سعداء جداً بتواجدك بيننا ويشرفنا مشاركاتك لنا بكل ما هومفيد
مرحبا يا روائع المقالات الأدبية !! 060111020601hjn4r686 كاتم احساسي روائع المقالات الأدبية !! 060111020601hjn4r686 نشكر لك إنضمامك الى أسرة منتدى همسات الحب ونتمنى لك المتعة والفائدة

 

 روائع المقالات الأدبية !!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالأربعاء مارس 05, 2014 9:18 pm

مركـّب الزجاج !!

في فيلم 'الصبي' لعبقري السينما الصامتة شارلي شابلن، يعثر رجل عاطل ووحيد على طفل رضيع مرميّ بلفّته قرب برميل قمامة، فيضطر إلى حمله معه إلى بيته البائس.. ويقوم بتربيته.
وبعد عدة أعوام، عندما يصبح الطفل صبياً في نحو الخامسة، يصطحبه معه ليساعده في عمله الطارئ كمركـّب لزجاج النوافذ، ويجري تقسيم العمل بينهما على الشكل التالي:
يتوجه الرجل إلى ناحية أحد الأزقة، بينما يتوجه الصبي إلى الناحية الأخرى، بعد أن يكون قد ملأ جيوبه ويديه بما يعثر عليه في طريقه من قطع الحجارة الصغيرة الصلبة.
يمسك الصبي حجراً ثم يقذقه بمهارة ودقة نحو إحدى النوافذ، فيهشمها تماماً، ويبادر إلى الفرار بخفة أرنب.
عندئذ يلوح المربي متمهلاً من الناحية الأخرى معلقاً عدَّة العمل على ظهره... فيما تكون ربة البيت قد خرجت على وقع صوت تهشم الزجاج، لتنظر بغضب وذهول إلى ما حل بنافذتها.. وحين تتلفت أملاً في رؤية الفاعل، لا ترى أحداً، غير أنها لابد أن تشكر حظها عندما تلمح، بعد حين، مركّب الزجاج وهو مقبل، في الوقت المناسب، من طرف الزقاق البعيد.
وإمعانا في إتقان الصنعة، يتجاوزها وكأنه لا يرى شيئاً، حتى تبادر هي نفسها إلى الاستنجاد به كي يصلح لها النافذة فيؤدي عمله، ويقبض أجرته، ثم يتابع السير مسرعاً، فأمامه بلا ريب عمل كثير، ما دام ربيبه قد سبقه إلى تنظيف الأزقة من أحجارها، وتنظيف النوافذ من زجاجها.
ولا تنتهي هذه اللعبة المريحة إلا عندما ترتطم حجارة الصبي بزجاج بيت شرطي!
حينئذ يحاول مركّب الزجاج بكل ما أوتي من حيلة أن يتخلص من رفقة الصبي اللائذ به، والمصر على السير بجواره غير مدرك للخطر الذي يتهدد مربيه من جراء ذلك.
وينتهي المشهد بينما نظارة السينما ينقلبون على ظهور كراسيهم وهم يقهقهون بعيون دامعة.
أما في الواقع الذي نحياه، فإن ظهور النظارة تنقلب على الأسفلت من شدة الغيظ والقهر، إذ يجدون أنفسهم عاجزين عن الخروج من صالة بعرض وطول الكرة الأرضية، تضج شاشتها بقهقهة تصم الآذان... والمشهد يتكرر ويتكرر. الزجاج القديم يتكسر والزجاج الجديد يأخذ محله، لينكسر بدوره، ومركِّب الزجاج يقبض ثمن إصلاح ما كسره ربيبه، في دورة لا نهاية لها
مشهد لا ينتهي في سينما الواقع لسبب بسيط، 
هو أن مركِّب الزجاج، لسوء المصادفات، هو نفسه الشرطي !

يتبع ...........

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالأربعاء مارس 05, 2014 9:21 pm

- ورد في كتاب " حياة محمد حسنين هيكل" للكاتب عادل حمودة ، 
أن هيكل قال لجمال عبد الناصر، بعد النكسة، إنه لابد أن يرى الناسَ ويحاورهم
وأن يسمع لأعداد كبيرة ومتنوعة منهم،
لكي لا تضيق الرؤية والمعرفة،واقترح هيكل على عبد الناصر أن يدعو، 
من وقت إلى آخر، عدة أشخاص... عشرة مثلاً، في بيته بعيداً عن رسميات العمل، 
ويتكلم معهم بلا قيود.
ويقول هيكل، إن عبد الناصر نفّذ الاقتراح مرتين، لكن... في المرتين 'لم نجد مَن تكلـّم'! 
ويُفسر هيكل صمت الناس في مواجهة عبد الناصر بـ'الكاريزما' التي يتمتع بها، 
وما تفرضه من هيبة تعقد الألسنة.
وفي رأيي أن الهيبة وحدها لا تفعل كل هذا، خصوصاً إذا كانت الدعوة إلى الكلام موجهة من المُهاب نفسه. 
والتفسير الأقرب للواقع هو الرهبة المستقرة والرعب المؤسَّس. 
هو الخوف الحقيقي المتجذّر الذي يُصبح، مع الوقت، طبيعة تكاد تبتلع طبيعة المرء الأصلية، 
والذي لا يستطيع المرء بعد إدمانه أمداً طويلاً، أن يطرحه دفعةً واحدة لمجرد أن يقال له " لا تخف " 
إن الرضوخ للرأي الواحد، وفقدان حرية إبداء الرأي، يتحوّلان، مع الزمن، إلى نوع من الإدمان الذي لا يمكن علاجه بسهولة، 
حتى لو كانت لدى صاحبه رغبة جامحة في التخلص منه... 
مثل نبتة حُجِبت لمدة طويلة بغطاء ثقيل أثناء نموها، فواصلت النمو إلى الأسفل. 
إنها تحتاج إلى وقت أطول، بعد إزالة الغطاء، 
لكي تستجيب إلى طبيعتها الكامنة في الانطلاق عالياً نحو النور.
وفي حياتنا، شهدنا في الأيام التالية لسقوط عدد من الدكتاتوريات المعمرة، كيف أن الناس، برغم مشاعر الفرح العميقة والصادقة، وجدوا أنفسهم في ما يُشبه الفراغ والحيرة، 
في لحظة حرجة بين ماضٍ مديد معروف من الكبت والخنق... ومستقبل مجهول من حرية التنفس، 
إنهم فرحون، بلا أدنى ريب، لكنهم أيضاً في حيرة غريبة أمام واقعهم الجديد، وكأن رئاتهم قد باتت عاجزة عن التعامل مع كل هذه الكميات الكبيرة من الهواء الطلق.
فهم في مثل هذه الحالة منذورون، ويا للمفارقة، لتجربة الاختناق بالهواء!
والأدهى من ذلك أن فرحة بعض الشعوب المقموعة، بزوال جلاديها، 
تتحوّل بشكل غرائبي إلى البكاء عليهم، 
مثلما حدث في جمهورية الدومينيكان عند مقتل الدكتاتور 'رافائيل تروخييو' في أواخر الخمسينيات! 
و كذلك ما حدث في كوريا من أيام !
وهناك صورة رائعة ومؤثرة لتجربة الاختناق بالهواء تضمنتها رواية " تحرير شاوشانغ" للكاتب الأميركي 'ستيفن كنغ'... 
إذ نرى سجيناً عجوزاً أمضى ما يقرب من أربعين عاماً في معتقل 'شاوشانغ' الرهيب،
يبادر بشكل مفاجئ إلى تكتيف أحد زملائه المقربين، ويضع السكين فوق رقبته مهدداً بذبحه.
ونعلم أنه فعل ذلك لأن قرار الإفراج عنه قد صدر، وأن لا حيلة له في إلغائه إلاّ بارتكاب جريمة جديدة... 
وذلك لأنه لا يريد أن يكون مطلق السراح. فمع تراكم الأعوام لم يعد هذا العجوز البائس يرى أيّ معنى للحياة خارج أسوار المعتقل، 
فهناك وراء الأسوار بالنسبة إليه لا شيء سوى الغربة المخيفة!

إلهنا العظيم... قد تكون بالفعل، تجربة صادمة وغريبة ومحيرة،
لكننا نشتاق بل نتعطّش إليها دائماً.
إلهنا العظيم... عرّضنا كل عام لتجربة الاختناق بالهواء!!
إلى الملتقى .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هادي
مشرف
مشرف
هادي


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
الأردن
ذكر
عدد المساهمات : 970
نقاط : 1050
تاريخ الميلاد : 01/07/1985
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 10/05/2013
الموقع : همسات الحب
العمل/الترفيه : لا يوجد
المزاج : هدوء تام
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! Jb129110
روائع المقالات الأدبية !! 0d324d4a6df307
روائع المقالات الأدبية !! 579385018
روائع المقالات الأدبية !! 0d324d4b66f30d


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالأحد مارس 09, 2014 5:57 pm

يعطيك الف عافيه على طرحك
 
واشكرك على جهودك المميزه
 
تحياتي واحترامي وتقديري لك
 
الله لا يحرمنا من تواجدك بيننا
 
سلمت اناملك على الطرح الجميل
 
دوما تتحفونا بمواضيعكم الرائعه
 
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالخميس مارس 13, 2014 4:47 pm

هادي كتب:
يعطيك الف عافيه على طرحك
 
واشكرك على جهودك المميزه
 
تحياتي واحترامي وتقديري لك
 
الله لا يحرمنا من تواجدك بيننا
 
سلمت اناملك على الطرح الجميل
 
دوما تتحفونا بمواضيعكم الرائعه
 
 
شكراً لمرورك الكريم ،دمت سالم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالخميس مارس 13, 2014 4:48 pm


(كثيراً ما فكرت في أنه سيكون أمراً مباركاً أن يصاب كل إنسان بالعمى والصمم، 
لبضعة أيام، خلال شبابه المبكر، فمن شأن الظلمة الدامسة أن تجعله أكثر تقديرا لرؤية الأشياء،
ومن شأن الصمت المطبق أن يعلمه بهجة سماع الأصوات.
بين حين وآخر، كنت أعمد إلى اختبار أصدقائي المبصرين، لكي أعرف ماذا يبصرون،
وقد زارتني أخيرا إحدى صديقاتي الحميمات، وكانت عائدة لتوها من جولة في الغابة،
فسألتها عما لاحظته خلال جولتها، فكانت إجابتها هي التالية: «لا شيء يستحق الذكر»!
ربما كنت، في الماضي، ميّالة إلى عدم تصديق ذلك، لكنني، منذ وقت طويل،
أصبحت مقتنعة بأن المبصرين لا يرون إلا قليلاً!
كيف يمكن لمن يتجول في الغابة لمدة ساعة ألا يرى فيها شيئا يستحق الذكر؟
أنا، التي لا أستطيع الرؤية، أجد مئات الأشياء المثيرة لاهتمامي، بمجرد اللمس. 
أشعر بتناسق أوراق الشجر الناعمة، وأمرر يدي، بسعادة، حول القشرة الملساء لشجرة البتولا،
أو اللحاء الخشن لشجرة الصنوبر، وفي الربيع ألمس غصون الأشجار،
مفعمة بالأمل، بحثا عن البراعم...
وأحس بمنتهى البهجة حين يندفع ماء الغدير البارد خلال أناملي المتباعدة.)

تلك مقتطفات من مقالة طويلة بعنوان «ثلاثة أيام للرؤية» كانت قد كتبتها الأميركية «هيلين كيلر»

وهي في عامها الثالث والخمسين، و لمن لا يعلم «هيلين كيلر» كانت عمياء صماء بكماء،
أول مراهقتها المبكرة، و أجزت لنفسي القول إنها «كتبت» تلك المقالة، ولم أقل «أملتها»، 
وذلك لكي أؤكد ما ذهبت إليه من أن العميان لا يرون، فقط، أكثر من المبصرين،
بل هم يستطيعون أيضاً أن يفعلوا ما لا يستطيعه كثير من المبصرين،
إذ أنني لا أستبعد أن تكون قد كتبت تلك المقالة بنفسها فعلا، 
وشفيعي في ذلك أنني رأيت بعيني نماذج من رسائلها ضمن كتابها «قصة حياتي»، 
وكانت جميعها بخط يدها، وهو برغم غرابته، كان خطـا جميلا ومميزا!
ليس من العدل أن يقال إن هيلين كيلر كانت صندوقا مقفلا «بالعمى والصمم والبكم» 
لأن لكل صندوق بابه، ولكل قفل مفتاحه. والصواب في حالتها أن يقال إنها كانت مجرد عقل محبوس 
داخل مكعب صلد مصمت لا باب له ولا قفل... 
ومن هنا تبدو عظمة المعجزة التي جعلت مثل هذا العقل يخرج إلى الدنيا ويتواصل مع الناس،
بالقراءة والكتابة، وينال الشهادات الجامعية، على الرغم من محبسه المركب!
في تلك المقالة التي تمنت فيها هيلين أن تتاح لها الرؤية لمدة ثلاثة أيام فقط،
كان أول ما أرادت أن تراه هو وجه مدرستها الحبيبة «آني سوليفان»
التي حملت، عن جدارة واستحقاق، لقب صانعة المعجزة Helen Keller
ونحن هنا حيال معجزة أخرى تستحق أن يفرد لها مقال خاص، لكن ما يعنينا الآن هو كونها من أوائل المنتظمين في صف أولئك العميان الذين رأوا أكثر مما يراه المبصرون.
إن «آني سوليفان» التي صنعت معجزة هيلين كيلر، والتي عرفت بعزوفها عن الشهرة والأضواء،
كانت قد عاشت حياة أسوأ كثيرا من حياة تلميذتها، 
وذلك لأنها كانت طفلة يتيمة فقيرة تتقاذفها أيدي المحسنين وجمعيات البر،
فيما كان بصرها ينطمس حتى العمى التام، ومع هذا فقد تعلمت كيف تقرأ بطريقة «برايل»، 
وبينما كانت تقترب من نهاية دراستها الأولية، استطاع أحد الأطباء أن يعيد إلى إحدى عينيها 
بصيصا من النور، فـأقبلت بشراهة الجائع، على قراءة الكتب بكثافة كبيرة،
حتى أطفأت ذلك البصيص في النهاية، لكنها كانت قد اختزنت ذخيرة لا تنتهي من المعارف
التي أهلتها، وهي في العشرينيات من عمرها، لفتح مغاليق ذلك المكعب الصلد 
عن ذلك العقل الجميل الذي كانته «هيلين كيلر».
إن المرء ليذهل من مدى حب أولئك الناس للقراءة، للدرجة التي يغامرون فيها بإطفاء 
آخر بصيص من أبصارهم، مقابل التهام صفحات الكتب،
في حين يرى «أمة إقرأ» تطفئ عيونها في كل شيء إلا القراءة، وكأن القراءة، بالنسبة اليها،
هي الإثم الأكبر الذي دونه نار الجحيم!
و على " طاري " اللاشيء ، البارحة كنتُ أتصفح الفيس بوك و بالصدفة مررت على موقع لفت انتباهي مشاركة لفتاة و كانت هذه المشاركة عبارة عن الجملة التالية : ...كيفكم شباب !!
إلى هنا لا يوجد مشكلة ،أيقونة عدد المعجبين بهذه الجملة 497 معجب !!!!
ولأن اللاشيء بالشيء يذكر، فإن الرغبة الحارقة في قراءة الكتب هي وحدها التي دفعت الصبي
الفرنسي الأعمى «لويس برايل» إلى ابتكار أبجدية خاصة من النقط البارزة،
صارت تطبع بها الكتب، منذ ما يقارب من مائتي عام،
ليقرأها ملايين العميان في أنحاء الأرض جميعها، بأطراف أصابعهم!
إن ذلك الصبي الذي اخترع تلك الطريقة التي سميت باسمه، وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، 
هو بذاته معجزة عظيمة أخرى تستحق التوقف عندها طويلا، 
فلولاه لما كان لآني سوليفان أن تتلمس الطريق في ظلمة العمى إلى نور معجزتها، 
ولما كان لها، بعد ذلك، أن تصنع معجزة هيلين كيلر.
طوبى لأولئك المبصرين الذين أنجبتهم أمم القراءة، ولا عزاء للعميان من أمم الأمية !
دمتم مبصرين !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالخميس مارس 13, 2014 4:49 pm

- من ضمن ما حواه كتاب «كنت شيوعيا» الذي ضم مقالات بدر شاكر السياب 
هناك واقعة يرويها السياب تشير إلى الآثار السلبية التي يتركها العمل الحزبي 
على العلاقات بين أبناء الأسرة الواحدة. 
وقد جرت هذه الواقعة بين السياب شخصياً وشقيقه الأصغر مصطفى،
وهي مما يثير العجب والضحك والألم معا.
فبعد نشر الحلقات الأولى من مقالات السياب التي نقد فيها الحزب الشيوعي نقداً عنيفاً،
تطَّوع ـ أو طُوِّع ـ شقيقه الأصغر مصطفى لكتابة مقالة في جريدة أخرى، 
سخر فيها من شقيقه الأكبر، واتهمه بالجور والكذب والتحامل على الحزب. 
وبلغ في مقالته حد التنابز بلغة طفولية فجّة ، تتكئ على صورة السياب في طفولته
عندما كان يبكي كلما قال له الأطفال «بكى، بكى، بكى»!
وعلى الرغم من أن الشاعر قد أبدى أساه لوصول الأمور إلى هذا الحد المريع 
الذي يرغمه على خوض مواجهة مع شقيقه الأصغر، وعلى الرغم من منطقية رده على شقيقه،
فإنه لم يلبث أن تخلى عن وقاره، وراح يردح لشقيقه على الموجة نفسها من التنابز النزق
الذي يطبع أي مشاجرة بين طفلين.
يقول السياب: «طلعت علينا صحيفة وطنية! بمقال كتبه أخي مصطفى شاكر السياب، 
عنوانه «أتّهم أخي»، وقد قرأت ذلك المقال وأنا مشفق على كاتبه، أخي الأصغر،
وقد وجدته ـ شأن كتابات الشيوعيين ـ مليئاً بالمغالطات. 
وتساءلت في نفسي: أيليق بي أن أرد على تلميذ في الصف الرابع الثانوي، 
لو أنني لم أُفصل من عملي لكنت اليوم أستاذه؟ ثم وجدت أن هذا التلميذ الفاشل ليس شخصا اعتياديا،
فهناك رابطة تربطني به لا سبيل إلى ذكرانها أو تناسيها، وهل هناك رابطة أقوى من رابطة الدم، 
عند غير الشيوعيين على الأقل؟
قال الكويتب (مصطفى ) بعد مقدمات أغرقها بدموعه، وملأها بارتعاشات يديه، 
شأن الكتابات التي يكتبها المراهقون المتأثرون بـ«عبرات المنفلوطي» المغرقة في دموع العشاق والبائسين،
إنه وجد نفسه في معركة حتمية فرضتها عليه، وعليه أن يخوضها إلى جانب القوى الوطنية!!
ثم يقول الكاتب حفظه الله ووفقه حين يتقدم إلى الامتحان للحصول على شهادة الصف الخامس الثانوي: 
«فلستُ بحاجة إلى فضح ما جاء به كاتب المقال من أكاذيب وحوادث نمقها بخيال شاعري،
فالحوادث التي ذكرها وجعل من نفسه شاهد عيان لها -إن صحت هذه الافتراءات-
قد حدثت في أعوام لم يكن فيها الكاتب غير طفل يبكي متى ما ذكر الأطفال كلمة «بكى، بكى، بكى»،
وأظنه لا ينكر ذلك».

ويتوقف الشاعر السياب هنا، ليتساءل بحرقة يسندها منطق الأمور: «أرأيت العبقرية الشيوعية؟ 
إني لا أتذكر، لأنني لم أكن غير طفل صغير، غير أن الرفيق مصطفى -الذي يصغرني بأربعة أعوام- 
يتذكر جيدا طبعا أنني كنت طفلا أبكي متى ما ذكر الأطفال كلمة «بكى، بكى، بكى»، 
حيا الله الذاكرة الشيوعية. لا يعجب أحد لهذه المعجزة، فالشيوعيون -كما دلت الحوادث- 
عباقرة وذوو ذاكرات قوية... فقد أصدروا ذات يوم منشورا باركوا فيه إسقاط اليهود لجنسيتهم العراقية
ونزوحهم إلى إسرائيل للخلاص من الاضطهاد، ثم ما لبثوا بعد بضعة أيام 
-وكأن الناس نسوا منشورهم الأول- أن أصدروا منشورا آخر شجبوا فيه الهجرة إلى إسرائيل، 
وقالوا إن على اليهود البقاء في أماكنهم وخوض النضال إلى جانب القوى الوطنية الشريفة»!
وعند هذه النقطة، يبدأ العد التنازلي، لدى الشاعر السياب، لانطلاق صاروخ النزق الطفولي العابر للرصانة،
فإذا به يعيّر أخاه بمثل ما عيره به وبالطريقة نفسها:
«إن كاتب المقال وضع أمام عينيه مرآة وراح ينقل منها تفاصيل صورته المنعكسة عليها، 
ثم ينسبها إلي. فمن الذي أسرف في اللذة؟ إنني لا أريد أن أذكر ما يعرفه أخ عن أخيه،
فليس من الصالح أن ننشر على الناس غسيلنا القذر.
يقول الكويتب عني: «حتى وجد في أحضان الحركة الوطنية الأمّ التي افتقدها، 
واليد التي تنتعشه من الشعور بالنقص الذي برز في نفسه خلال حياة الطفولة
». من هو المُبتلى بالشعور بالنقص أيها «الكشكول»، وهذا هو اللقب الذي كنا نطلقه عليه 
يوم كان طفلا وكان يبكي لسماعه أشد البكاء.
لقد ماتت أمك وأنت طفل رضيع عليل، فنشأت محروما من عطف الأم، تبكي لكل لوم -لا نهرة-
يوجه إليك مفكراً بأنك ما كنت لتلقى هذا اللوم لو كانت أمك موجودة.
وكان رأسك و لا يزال - وإن أخفاه الشعر- طويلاً، فكنا نعيرك بذلك حتى تبكي. 
وكان الخدم والفلاحون وأهل القرية جميعا ينادونك بهذا اللقب المحبب إليهم وهو «أبو راس الطويل»
... فأيٌّ هو الذي يمكن أن يُبتلى بالشعور بالنقص؟ الأخ الأكبر الذي ليس أعور ولا أعرج ولا مصابا بأي عاهة...
أم الطفل الصغير العليل الذي ماتت أمه، والمبتلى برأس طويل؟!
لقد كنت أنا طفلا صغيرا، فليس معقولاً، كما تزعم أن أتذكر الحزب اللاديني وأعماله،
أما أنت الذي تصغرني بسنوات أربع فتتذكره جيداً، لأنك قلت متحدثا عن هذه الأشياء «
فهذا ما سأتطرق إليه في المستقبل ليرى القارئ الكريم الفرق بين ادعاء مسموم وقول بريء»... 
إنني أنصحك بأن تنصرف إلى الدراسة، لتستطيع المشاركة في امتحان البكالوريا للصف الخامس الثانوي 
والنجاح فيه... يا مصحح التاريخ. ولك مني ألف سلام»!
أمام هذا الفاصل النضالي المدهش بين الأخوين، ضحكت قليلا، وتحسّرت كثيرا !!
ويبقى كتاب «كنت شيوعيا»، برغم كل شيء، وثيقة مهمة لا غنى للقارئ عن الاطلاع عليها، 
خاصة أن الفصول الأخيرة منه تبتعد عن موضوعات الشجار والفضح،
لتعرض لنا موقف السياب من تيارات الأدب العالمي الأصيل، 
حتى لو كانت مغايرة إيديولوجياً للفكر الشيوعي الذي كان يعتنقه. 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالخميس مارس 13, 2014 4:51 pm

- معظم الأفلام العربية عاشت طول عمرها تقتات فضلات مائدة السينما الغربيّة، 
والأميركية منها على وجه الخصوص. 
لكنني مع ذلك أجد ما يشفع لها تجاوزاً، فتقليد الفن هو الفن أيضا،
وهوليوود- قبل أن يسيطر عليها المحاسبون، وقبل أن تستهلكها المؤثرات الخاصة وحيل الكمبيوتر-
كانت تقدّم أفلاماً توازن بدقة بالغة بين الكفاءة التقنية والحمولة الإنسانية، 
أمّا الآن، فمن بين أكثر من أربعمائة فيلم تنتجها هوليوود سنوياً،
لا تعثر إلا على أفلام تعدّ على أصابع اليدين، تحمل ذلك التوازن الدقيق بين القدرة التكنولوجية والبعد الإنساني.
لقد تيسّر لي في الفترة الأخيرة أن أشاهد ثلاثة أفلام من أقطار يحكمها فقر الإمكانات التقنية واستبداد الرقابة وندرة الأسواق، لكنها كانت تخفي وراء الصور كنوزاً من المشاعر الإنسانية النبيلة، 
والنقد الاجتماعي الذي يذبح بريشة النعامة.
الفيلم الأول الصيني، عنوانه «معاً»، كاتب قصته ومخرجه هو تشين كيج، 
وبرغم قلّة أشخاصه فقد كان ممتلئاً بالحركة، وهو يحكي، عبر ثلاثة رجال وصبي،
حكاية عامل بسيط يبذل كلّ جهده وماله من أجل توفير مدرسين أكفاء لولده الموهوب بعزف الكمان.
ومع الموسيقى التي لها دور بطولة لا مناص منه، 
هناك امرأة جميلة أيضا، لكننا- لبراعة النصّ والإخراج- ننصرف عن وجهها وملابسها الحديثة، لندخل، بفعل موهبة التمثيل العالية، إلى أعماقها ونشهد جمال الروح الأخّاذ.
أمّا الفيلم الثاني فهو إيراني، عنوانه «أين بيت صديقي؟»، كاتب قصته ومخرجه عباس كيارستمي،
وهو يحكي قصّة تلميذ صغير يحاول أن يرجع دفتر زميله الذي نسيه معه في زحمة الخروج من الصف، 
وهو يعلم أن المدرّس سيعاقبه في اليوم التالي إذا لم يكن قد كتب واجبه المدرسي، 
وذلك لأنه كرّر نسيان دفاتره أكثر من مرّة.
ولأن بطل الفيلم لا يعرف عنواناً محدداً لزميله سوى أنّ بيته يقع خلف التلال البعيدة،
فإنّ استغراقه في البحث عن العنوان طول اليوم، يأخذنا معه في رحلة إنسانية رائعة،
عمادها الشخصيات المبثوثة في البيت والطرقات والقرى النائية، 
وفي غضون ذلك تعمل مباضع النقد الاجتماعي البنّاء برهافة في الفيلم،
فنحسّ بأثرها عميقاً دون أن نراها تسيل دماً.
ونخلص إلى حقيقة قالها الفيلم دون أن ينطق بها،
وهي أنّ هناك اثنين في المجتمع لا يجدان من يصغي إليهما: الطفل والمرأة.
أما الفيلم الثالث فهو تركي، عنوانه «بعيد»، وكاتب قصته ومخرجه أيضاً هو نوري جيلان...
وجوهر القصّة استقاه المخرج من حياته الشخصية وتجاربه وقراءاته 
والعجيب أنّ هناك شخصيتين رئيستين فقط، طول الفيلم، 
غير أن المشاهد، مع ذلك، لا يشعر بالملل.
وقصّة الفيلم تدور حول رجل يعيش وحيداً في شقته باسطنبول، 
حتى يأتيه يوماً شاب من أقاربه في الريف باحثا عن عمل في العاصمة،
فيقيم معه مؤقتاً، وهنا تبدأ العقدة، إذ يقع الرجل في صراع بين شعوره بانتهاك خصوصيته،
وبين واجبه في إكرام ضيفه... وعلى مدار الأيام التي يقضيها الشاب معه، 
قبل أن يغادره فجر أحد الأيام تحت وطأة سوء طبعه، نعيش دراسة تشريحية حيّة على الصعد النفسية

والاجتماعية والأخلاقية، فنكاد نلمس عناصرها بأصابعنا، ونكاد نرى جوانب كثيرة من أنفسنا فيها.
الأفلام الثلاثة السالفة كلها لم تعتمد على أي مؤثرات خاصة،
بل اعتمدت على عين وقلب المخرج، وعدسة آلة التصوير العادية.
ولم تعرِّ جسد امرأة لكنها عرّت خفايا النفس الإنسانية ببراعة تامّة،
والأكثر من هذا أنها بأجمعها لم تحرق علماً أميركياً مثلاً،
لكنها- وليس عندي أيّ شكّ- قد أحرقت قلب السينما الأميركية، 
لمقدرتها على صنع فيلم لا يملك ميزانية بمئات الملايين من الدولارات، 
لكنّه في النهاية ينثر غناه الفنّي الفاحش على كلّ الشاشات،
ويحصد جوائز المهرجانات السينمائية المحترمة، بقرارات نخبة النقّاد،
وهي قرارات برغم كونها متطلبة، لا تمنع من أن يكون الفيلم شعبياً ومحققاً لمتعة الناس... جميع الناس.
يبدو لي أنّ سبب النجاح تلك الأفلام هو أنّ مخرجيها، الذين كتبوا قصصها أيضا،هم على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم، ينتمون إلى أمم تشترك في صفة محرّكة كنار المرجل،
وهي أنها أمم تقرأ بشراهة، وهذا سبب حيوي لإبقاء جمرة الإبداع متّقدة.
ولأنّ أمّة «اقرأ» لا تقرأ، وتحلف بالطّلاق على ألا تقرأ،
فإننا سنظل بحاجة دائمة إلى إحراق المزيد من الأعلام... والأفلام!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالخميس مارس 13, 2014 4:51 pm

- كل الإنجازات الباهرة في الدنيا كانت وراءها أفكار صغيرة، ومن الطبيعي أن يحتاج تنفيذها وإرساؤها على أرض الواقع
إلى الفطنة والموهبة والجهد، لكن كل هذه الأشياء لا تشفع للمرء في تحقيق أدنى النجاح إذا لم يكن مؤمنا بما يفعل، ومتدرعا بالإصرار وعدم التسليم بالفشل مهما طالت التجربة، ومهما كانت المعوقات.إن هذا هو مؤشر التمايز بين الناس، وإذا كان لنا أن نندب سوء أوضاعنا وتخلفنا عن الآخرين، فينبغي أن ندرك أنّ ليس مرد ذلك إلى كوننا فقراء في المواهب والطاقات، ولكن لكون الآخرين أطول منا نفسا، وأكثر صبرا، وأكبر قدرة على التحدي والمواصلة.إننا نتناقل جيلا بعد جيل، حكاية القائد المغلوب الذي ألهمته النملة بإصرارها على نقل كسرة خبز ثقيلة ونجاحها بعد طول الجهد والمحاولة، أن يجمع فلول جيشه المهزوم وينتصر في النهاية.لكن الحكاية تبقى معنا مجرد طرفة نزجي بها ليالي السمر، فيما هي عند الآخرين تجربة حية وحثيثة على أرض الواقع.كذلك كانت تلك الحكاية بالنسبة للصبي (جيمس وات) الذي رأى غطاء إبريق الشاي يرتفع عاليا بتأثير تصاعد البخار، فكان أن اخترع المحرك البخاري الحديث، وكذلك كانت بالنسبة لبائع الصحف الصغير (توماس أديسون) الذي أضاء لنا ليلنا باختراعه المصباح، لكي نقطعه بالسمر وترديد حكاية القائد المغلوب والنملة، مضيفين إليها وإلى الآلاف غيرها حكايته وحكاية صاحبه (وات) أيضا.
منذ زمن بعيد كان في مدينة كنساس الأميركية شاب صغير مولع بالرسم، لم يترك جريدة إلا وتقدم إليها محاولا بيع رسومه الكاريكاتيرية، لكن المحررين جميعا جابهوه بالبرود، بل بالرفض القاطع، مصرحين له بغلاظة بأنه عديم الموهبة وأن عليه أن ينسى تماما أمر الاشتغال في هذا المجال.لكن ذلك لم يثبط الشاب، بل راح يواصل الرسم والبحث عن أي فرصة متاحة لاستثمار إمكاناته.وفي النهاية عرض عليه أحد القساوسة أن يرسم للكنيسة إعلاناتها في المناسبات لقاء أجر زهيد، لكن الشاب الغر أعرب عن حاجته إلى مرسم.. وهو في الواقع كان بحاجة إليه لا للرسم فقط بل للنوم أيضا، إذ لم يكن لديه مكان يأوى إليه!وقد كان لدى الكنيسة مرآب مهمل تزحمه الفئران فأشار القس على الشاب أن يقيم فيه لكن... من يصدق أن واحدا من تلك الفئران سيصبح في وقت لاحق أشهر فأر في التاريخ، وأن ذلك الشاب سيصبح واحدا من أشهر الفنانين في العالم؟!ذلك الفأر معروف الآن لدى الملايين حول العالم باسم (ميكي ماوس)، أما الشاب فهو (والت ديزني).وتلك حكاية أخرى تضاف إلى غيرها من المسامرات الليلية... وحظنا منها أن نسمعها بانبهار وإعجاب، ولا شيء غير ذلك، لأن نظرتنا إليها ستظل مقتصرة على نقطتي البدء والنهاية وحدهما، أما حظ الآخرين فهو السير الواقعي على الخط المتعرج الطويل القائم بينهما: خط الإيمان بالفكرة والثقة بالنفس والتجربة الدائبة والجهد الحثيث لتذليل العقبات والإصرار على النجاح وعدم الاعتراف بالفشل على الرغم من تكرره.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزال بين الواقع والخيال
عضو نشيط
عضو نشيط
غزال بين الواقع والخيال


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
عُمان
انثى
عدد المساهمات : 73
نقاط : 107
تاريخ الميلاد : 05/06/1998
العمر : 26
تاريخ التسجيل : 25/02/2014
الموقع : بصحاري
العمل/الترفيه : مالازم تعرفو
المزاج : ع الكيف
الحمد لله رب العالمين
روائع المقالات الأدبية !! MQ737476


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالخميس مارس 13, 2014 4:52 pm

- ها هو ذا ..
رجل من الألف الخامسة قبل الميلاد، قد يبدو مثيرا للابتسام أو للشفقة، بقامته القصيرة الممتلئة، ورأسه الحليق، وملامح وجهه المطمئنة التي لا تخلو من المسكنة.. لكنه، مع ذلك، يبدو أكثر إثارة للاهتمام والاحترام معا، فهو ليس أي رجل.. إنه واحد من حملة الأقلام، وليس ذلك بالشيء الهين .

صحيح أن الكاتب السومري (دودو) بمئزره المنسدل فوق بطنه المنفوخ، يبدو أكثر شبها بخباز يأخذ قسطا من الراحة بعيدا عن نار التنور، لكن هذا لا ينبغي أن يغرينا بالضحك، أو يحملنا على تقليل نسبة اللياقة والاحترام في حضرته .. فهذا هو بالضبط ما كان يجب أن تكون عليه هيئته.. ومن الجهل أن نتخيل غير هذا الزي لكاتب قلمه ميسم، وليست ورقته إلا كتلة من الطين.
أتأمل تمثاله الصغير، وهو جالس على كرسيه الشبيه بالمقعدة، عاقدا يديه على صدره بسلام واطمئنان، ومرخيا جفنيه كأنه في غفوة، وأتساءل: 'فيم تفكر يا عم دودو؟ '.
من الصعب جدا أن أتخيله واقعا تحت وطأة أي من أسباب القلق التي تعصف بكاتب هذه الأيام .
هل كان، مثلا، يخشى من مصادرة كتبه؟ كلا بالطبع، إذ لم تكن 'سوسة' بث الوعي قد بدأت تراوده بعد، إنما اقتصر ما يكتبه على حسابات الحقول والمواشي وقرارات الحكومة، وإذا اهتم رقيب الحكومة، آنذاك، بمصادرة حساباتها، فهو مجنون بلا ريب... ليس لأنه فكر بالمصادرة، بل لأنه لم يفكر بأن حمله لخمس صفحات فقط كاف تماما لكسر ظهره إلى الأبد .

وعلى ما أعتقد فإن 'دودو' لم يكن أيضا مهموما بسطوة المزورين، فالاستنساخ في عهده لم يكن أقل مشقة من التأليف، إذ كان على المزور سيئ الحظ أن يلبس المئزر، ويغرق في الطين أياما، لينسخ في النهاية شيئا لا يرغب أحد في شرائه .

من السفاهة أيضا أن نتخيله خائفا على كتبه من الحرق.. وأظنه لو تعرض لمثل هذا الأمر لما اكتفى بشبه الابتسامة التي تظهر باقتصاد على شفتيه الرقيقتين، إنما لانفجر مقهقها، فأتاح لنا أن نعرف ما إذا كان يضع طقما أم أن أسنانه طبيعية. ذلك لأنه هو نفسه معتاد على إحراق كتبه بنفسه، وإلا فكيف سيمكن لها أن تكون صلبة ومقاومة لعاديات الزمن، إذا لم تفخرها النار المسجورة؟ !

لا يبقى لنا، في النهاية، إلا الإقرار بأن 'دودو' مطمئن بالفعل لا أكثر، ومن شأنه أن يطمئن وأن يستمتع بعلو منزلته ككاتب في ذلك الزمن البهيج، إن مصائب الكاتب كلها جاءت بعد اختراع الورق، ثم تفاقمت بشكل مريع بعد اختراع المطبعة، حيث أصبح الاستنساخ أسهل وأوفر، مما أغرى الكاتب بأن يغادر حجرة (المحاسب)، لينطلق راكضا في سهول الفكر الفسيحة، وهو الأمر الذي أغرى السلطان، بدوره، بأن ينصب المحارق لاصطياد ثلاثة عصافير بجمرة واحدة: الكتاب والكاتب والقارئ معا. أي بعبارة أخرى إحراق دعائم الجسر الذي من دونه تنقطع السبل بالسيدة الفاضلة المسماة بـ'الحضارة'.

ولعل أبشع صورة تحملها أذهان أغلب الناس لظاهرة حرق الكتب قد تجلت في إحراق النازيين عام 1933 عشرين ألف كتاب، في برلين، بحضور مئة ألف متفرج، وأمام عدسات آلات التصوير .

لكن تلك الصورة لم تكن سوى ملمح جزئي ضئيل من اللقطة البانورامية الواسعة لاحتفالية إعدام الكتب في التاريخ .

الكاتب الأرجنتيني 'ألبرتو مانغويل' يحدثنا في كتابه الشيق 'تاريخ القراءة' عن أن هذا التاريخ مملوء بالحكايات التي لا نهاية لها عن حرق الكتب، من لفائف الورق الأولى حتى الكتب في يومنا هذا... ومنها أن القيصر الصيني (شيهوانغ - تي) قد حاول في عام 241 قبل الميلاد، إلغاء القراءة، عندما أمر بحرق جميع الكتب الموجودة في إمبراطوريته!

وقبل ذلك بمئتي عام، أحرقت في أثينا كتب 'بروتاغوراس'، وفي القرن الأول بعد الميلاد أمر القيصر 'كاليغولا' بإبادة جميع مؤلفات هوميروس وفرجيل وليفيوس.. وفي عام 303 أمر الإمبراطور 'ديوقليتيانس' بحرق وإبادة جميع المؤلفات المسيحية .

ويذكر أن هذه لم تكن سوى البدايات، وكأنه يقول إن تاريخ المحارق يحتاج إلى كتب كثيرة من أجل حصره، ولا يتورع في هذا السياق من أن يلحق 'الرقابة' بكل أنواعها بطابور المحارق، فالخنق والحرق سواء لديه، فكلاهما جريمة قتل .

لماذا يحرقون الكتب؟ 

يقول 'مانغويل' إن الدكتاتوريين يخافون الكتب أكثر من أي اختراع بشري آخر على الإطلاق، ونظرا لعدم استطاعتهم إبطال مفعول القراءة بعد تعلمها، فإنهم يلجؤون إلى الحل الثاني الذي يفضلونه، ألا وهو منع تعلم القراءة!

وفي هذا الصدد تبدو مقولة 'فولتير' الساخرة حول مخاطر القراءة إيجازا شاملا ومؤلما أيضا للرأي السالف، حيث يقول إن الكتب 'تشتت الجهل، هذا الحارس الأمين والضامن الحريص للدول ذات الأنظمة البوليسية '!

أنظر إلى وجه 'دودو' المطمئن.. وأتساءل: هل كان الكاتب الأميركي 'راي برادبري ' على بينة من كل تفاصيل هذا التاريخ، عندما أبدع تحفته الروائية '451 فهرنهايت'، أم أنه اكتفى بالتقاط الهاجس من موحيات الفترة ما بين الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، مستلهما تفاصيل روايته من ألمانيا الهتلرية الرائدة في حرق الكتب، ومن إعصار المكارثية في أميركا خلال الخمسينيات؟

مهما يكن الأمر، فإن برادبري، على ما يبدو، لم يكن مقتنعا بأن محارق الكتب مسألة في ذمة الماضي، بل إنها، بالنسبة إليه، واقع ممتد يكاد يراه بعينيه ويلمسه بيديه .

في تلك الرواية التي صدرت عام 1953، وحولت إلى فيلم سينمائي في أواخر الستينيات، من إخراج الفرنسي 'فرانسوا تروفو'، يتخيل برادبري دولة مستقبلية تؤمن حكومتها بأن الناس الذين يقرؤون أو يفكرون تفكيرا مستقلا، هم خطر على الأمة، ولذلك تسعى إلى تدمير الكتب ووسيلتها لإنجاز هذه المهمة.. فرق تشبه فرق الإطفاء، لكنها، ويا للمفارقة، تقوم بالإحراق.. إحراق الكتب !

ولعل هذه الفرق لا تعدم نصيبها من صفة الإطفاء، إذا تذكرنا أن إحراق الكتب لا يعني في النهاية سوى إطفاء الوعي .

في تلك الدولة المتخيلة، يبدو الناس وكأنهم يعانون مجاعة شديدة القسوة، هي مجاعة الوعي والتفكير، حيث لا يمكن للمرء أن يحصل على المتعة والمعلومة إلا من خلال دائرة تلفزيونية مركزية تبث برامجها بشكل دائم ومتكرر وكأنها تنويم مغناطسي مستمر !

وبالنسبة للفيلم المأخوذ عن هذه الرواية، نجد أن المخرج قد أضاف لمسة بالغة الذكاء في تعامله مع الموضوع، إذ أظهر الصورة منذ البداية، وعلى خلاف المعتاد، خالية من العناوين المكتوبة، واستعاض عن ذلك بالصوت وحده في ذكر أسماء الممثلين والفنيين، إمعانا في إشعار المتفرج بجو الرواية الرهيب الذي يُمنع فيه كل شيء مكتوب !

بطل الرواية واحد من العاملين في حرق الكتب، يدفعه الفضول إلى اختلاس بعضها خلال عمله، وحين يبدأ القراءة يندفع للاختلاس أكثر، ومرة بعد مرة يشعر بالغربة والاختلاف عمن يحيطون به، إذ تجعل منه القراءة إنسانا جديدا، وعندما يكتشف أمره، يضطر إلى الهرب، ويساعده في ذلك أفراد هاربون هم أشبه ما يكونون بأعضاء تنظيم للمقاومة !

وفي الغابات، حيث يختبئ هؤلاء، نرى كل واحد وواحدة منهم عاكفا على ترديد فصول كتاب معروف، من أجل تثبيته في ذاكرته، فهم لكي يحافظوا على بقاء المؤلفات جعلوا أنفسهم كتبا حية متحركة !

هل يبدو موضوع الرواية بعيدا عن واقعنا الحالي؟ لا أعتقد. ذلك لأن برادبري حاول أن يصور مجتمعا لا يريد لعقله أن يتصدع بضجة التفكير، إنما يفضل، بدلا من ذلك، أن يستسلم لدعة الراحة واستقبال الأشياء الجاهزة، حيث يركل الكتاب جانبا، ليفرغ مكانه للتلفزيون والرياضة، باعتبارهما متعة سهلة لا تتطلب تحديا فكريا ولا رياضة عقلية .

المحارق مستمرة، إذن، ياعم 'دودو'.. هنيئا لك زمانك الطيني .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الحي بدر
مشرف
مشرف
عبد الحي بدر


روائع المقالات الأدبية !! C13e6510
مصر
ذكر
عدد المساهمات : 681
نقاط : 749
تاريخ الميلاد : 11/05/1950
العمر : 74
تاريخ التسجيل : 07/05/2013
الموقع : مصر القاهرة
العمل/الترفيه : أستاذ
المزاج : متقلب
الحمد لله رب العالمين
اللهم يسرنا لنشر العلم أينما كنا ومتى حيينا
روائع المقالات الأدبية !! Jb129110
روائع المقالات الأدبية !! 590687690
روائع المقالات الأدبية !! 579385018
روائع المقالات الأدبية !! 0d324d4a6df301


روائع المقالات الأدبية !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائع المقالات الأدبية !!   روائع المقالات الأدبية !! I_icon_newest_replyالسبت مارس 15, 2014 2:05 pm

بارك الله فيك وجزاك خيرا
لهذا الطرح الأدبي المعبر
ودمت موفقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روائع المقالات الأدبية !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» روائع لغتنا الجميلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى همسات الحب :: المنتدى الأدبي :: قسم اللغة العربية وآدابها-
انتقل الى: